موضوع: الخطة الدينية في الإصلاح السياسي / عبد الرحميد بن باديس الأحد مارس 20, 2011 10:54 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
السلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته هذه كلمة للشيخ المصلح الجزائري عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ رئيس جمعية العلماء المسلمين , وكلمته هذه تبين الفرق بين مَن يريد إصلاح الأمة , ولو كانت كارهة له ولخطته , وبين مَن يستغل عواطف الناس ليحقق مكاسب (شعبية ) جماهرية , فالأول : يجد نفسه مرفوضا من هذه الجماهير وموضع سخرية منهم , ومع ذلك يؤثر الباقية على الفانية , ويسعى في إصلاحهم , ويصبر على ذلك رغم ما سيلقاه !! أما الثاني : فيجد نفسه ملمعا , بطلا عند هذه الجماهير , ولكنه لا يصلحها بل يُمنيها بالأماني الكاذبة , وما تناله من حظ الدنيا لا يرجع لها ما ضاع من دينها !! وانظر تر !!! وينبغي التنبيه في الختام أن كلمة الشيخ ابن باديس كانت إبان الاستدمار الفرنسي , والاحتلال الكافر!! وخطته هي خطة المسلم السلفي في كل عصر ومصر !
قال ـ رحمه الله ـ في " الآثار " (3/295) : " وبعد فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة وتمسكا بما هو مناسب لفطرتنا وتربيتنا من النصح والإرشاد وبثّ الخير والثبات على وجه واحد، والسير في خط مستقيم. وما كنا لنجد هذا كله إلا فيما تفرغنا له من خدمة العلم والدين، وفي خدمتهما أعظم خدمة وأنفعها للإنسانية عامة. ولو أردنا أن ندخل الميدان السياسي لدخلناه جهرا ولضربنا فيه المثل بما عرف عنا من ثباتنا وتضحيتنا، ولقدنا الأمة كلها للمطالبة بحقوقها ولكان أسهل شيء علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها وأن نبلغ من نفوسنا إلى أقصى غايات التأثير عليها، فإن مما نعلمه ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمة " إنك مظلومة في حقوقك وإنني أريد إيصالك إليها " يجد منها ما لا يجده من يقول لها: " إنك ضالة عن أصول دينك وإنني أريد هدايتك " فذلك تلبيه كلها، وهذا يقاومه معظمها أو شطرها، وهذا كله نعلمه، ولكننا اخترنا ما اخترنا لما ذكرنا وبيّنا وإننا فيما اخترناه- بإذن الله- لماضون وعليه متوكلون" أهـ .
الخطة الدينية في الإصلاح السياسي / عبد الرحميد بن باديس