الجزء الثاني
· الزمن ليس مخلد لأنه مخلوق والمكان له بداية وله نهاية كذلك لأنه مخلوق
· ينتهي العقل البشري إلى حدود زمانية و حدود مكانية لا يستطيع تخطيها أو تجاوزها وما وصل إليه العقل البشري جله تخمينات وتوقعات وأرقام تقريبية حسب مااستطاع هذا العقل القاصر الضعيف من التوصل إليه وقد يكون الذي توصل إليه العلماء الأفذاذ من نتائج وتوقعات وأرقام بالنسبة للحقيقة ما هي إلا كالنتائج الناتجة من مجنون يُطلب منه حل أعقد المسائل الحسابية . فالحدود الزمانية تبدأ منذ زمن لحظة الإنفجار العظيم إلى اللحظة التي نعيشها فلا يستطيع أحد معرفة ما قبل هذه الفترة وما بعدها . والحدود المكانية تبدأ من أصغر ما عرف الإنسان وشاهد أو أثبت وجوده للأجسام الدقيقة الصغيرة بعمليات حسابية و فكرية وعقلية إلى أكبر ما عرف الإنسان وشاهد أو أثبت وجوده في غياهب وأعماق السماء بعمليات حسابية و فكرية وعقلية فأين الجنة و أين النار أين أرض الحساب أين الكرسي أين العرش أين الله IU في حدود الزمان و المكان الذي توصل إليه العقل البشري ؟؟؟.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }ق37
· المكان و الزمان ذو أبعاد ثابتة
· الله U خلق الزمان و خلق المكان والأحداث في المكان و الزمان فهو لا يحكم بالزمان و لا بالمكان
· الله U لا يحده مخلوق خلقه فهو خارج المكان و خارج الزمان
· آخر الزمان و المكان كأول الزمان و المكان عند الله U فهو مطلع على كل دقائق الزمان والمكان ولو تصورنا الزمان كصفحة سجل طويل و المكان والأحداث هي تلك السطور المدونة في ذلك السجل فإن ذلك السجل بيد الله U بل أهون عليه من ذلك U تبارك إسمه وتعالى مقامه و سلطانه . ونحن موجودين في إحدى سطور السجل وكذلك جميع القرون الأولى كل موجود في سطر يختلف عن الآخر وكذلك الأحداث الغابرة منذ خلق الخلق كل موجود في سطر يختلف عن الآخر حتى أحداث آخر الزمان وهي آخر سطر موجود في هذا السجل "اللوح المحفوظ" والله U مطلع عليها جميعا . أما كل سطر لها أبعاده الخاصة المكانية و الزمانية ونوع الأحداث فيها أوله مرتبط بآخر السطر الذي قبله وآخره مرتبط بأول السطر بعده إلا السطر الأول والسطر الأخير فالسطر الأول لا سطر قبله و السطر الأخير لا سطر بعده فما قبل السطر الأول الله U وحده يعلمه ومن إصطفى من خلقه والسطر الأخير لا سطر بعده وهو من العلم الذي إصطفاه الله U لنفسه
{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }[1]
وصفحات هذا السجل بكل ما يحوي هو الحياة الأولى لجميع خلقه وهي الحياة الدنيا أما الأخرى فلها سجل آخر لا زمان فيه وفيه مكان وأحداث
ولو جعلني الله عز وجل أنظر إلى هذا السجل من أوله إلى آخره سأرى الأولين و الآخرين معا في نفس اللحظة في هذا السجل وفي تلك السطور ولو قدر لشخص ربي وهو على كل شيء قدير أن يخرجه من هذا السجل فإنه لا يجري علي حكم الزمان و المكان فيتوقف الزمان بالنسبة له وإن عاد للسجل فإنه سوف يعود بنفس الزمن الذي خرج منه وهذا ما اصطفاه الله لأحد من خلقه سوى محمد r فقد سافر في بعد غير بعد الزمكان الدنيوي الذي نحياه في حادثة الإسراء والمعراج
كذلك رفع نبي الله عيسى عليه السلام والنزول به إلى الأرض كعلامة من علامات الساعة
وإن قدر ربي وقضى أن يتحرك شخص بين سطور السجل فإن هذا الشخص يسافر بالزمن للماضي والمستقبل
فالسطور جميعها موجودة الآن كل له بعده ونوافذ الإتصال بين الأبعاد نقاط لانهائية كل نقطة تتصل بنقطة قبلها ونقطة بعدها وكل نقطة جزء من الزمن مقداره أقل قيمة للزمن يحوي مكان مقداره أقل قيمة للمكان و أحداث مقداره أقل قيمة للحدث ومن أراد السفر مثلا للماضي فعليه
- أن يخرج من هذا السجل وهذا أمر مستحيل ولكن لو قدر الله U وقضى له بذلك فإن ينتقل بنفس شخصه وعمره وشكله دون أن يتغير وعند إنتقاله إلى الماضي أو المستقبل عندها تجري عليه قوانين الزمان و المكان والأحداث الموجودة وكأنه أحد حروف السجل في ذلك السطر الذي إنتقل إليه بالنسبة لزمن ذلك السطر
- أو بمعرفة نقاط الإتصال اللانهائية الموجودة في الحاضر والتي أصبحت في الماضي وهو يحاول معرفتها وتبويبها وكانت نقاط الإتصال الموجود في الحاضر أو حتى المستقبل ويعلم كذلك نقاط الماضي الذي يريد السفر إليه بما تحويه من زمان ومكان وأحداث , ومن أراد السفر مثلا للمستقبل فعليه بمعرفة نقاط الإتصال اللانهائية الموجودة في الحاضر والتي أصبحت في الماضي وهو يحاول معرفتها وتبويبها وكانت نقاط الإتصال الموجود في الحاضر أو حتى المستقبل ويعلم كذلك نقاط المستقبل بما تحويه من زمان ومكان وأحداث ... فمن يريد السفر للماضي عليه بمعرفة علم الماضي و الحاضر والمستقبل ومن يريد السفر للمستقبل عليه بمعرفة علم الماضي و الحاضر والمستقبل ومن يعرف ويملك مثل هذا العلم إلا الله U!!؟؟
فأنت موجود منذ بداية خلق السجل أي منذ بداية خلق الزمن في بعد خاص لك فأنت موجود بنفس الوقت الذي وجد آدم u فيه و موجود منذ وجدت الديناصورات و موجود منذ الإنفجار العظيم للكون وأمارات الساعة الآن تحدث في بعد آخر فقد طلعت الشمس من مغربها وخرج الدجال لعنه الله U ونزل عيسى u وخرج قوم يأجوج ومأجوج والآن إسرافيل u ملتقم الصور لأنه خارج هذا السجل ينظر إلى عرش الرحمن I ينتظر الأمر منه لأن الأحداث بالنسبة له حصلت وانتهت
مسند أحمد - (ج 23 / ص 316)
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدْ الْتَقَمَ الصُّورَ وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ
قراءة من كتاب ستيفن هوكنغ / موجز في تاريخ الزمان
1- هل يعود الزمن رجوعا إلى الوراء يوما ما فنصبح نرى عقارب الساعة تعود للوراء[2]
{وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات47
فعند توسع السماء "التوسع المكاني" يصاحبه توسع في الزمان
{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }الأنبياء104
فهل عند طي السماء "طي المكان" يصاحبه طي في الزمن والطي إرجاع آخره إلى أوله فيبدأ الطي بعملية عكسية تبدأ من حيث إنتهى الشيء ؟؟!!
2- يقول علماء الفيزياء أن بداية الكون كان في حالة فوضى بل بدايات الخلق جميعها ؟؟!! يقصدون في الفوضى "العبثية واللا نظام"
ذلك لأنهم ينسبون التدبير والتقدير للعدم وتناسوا وجود الله U الخالق المدبر مع أنه ماثل أمام أعينهم بسلطانه بخلقه والأمثلة التي يضربون على بدايات الخلق فيما يرون أنها من الفوضى إنما هو أعلى درجات النظام يفوق حتى قدرة حواسيبهم العملاقة لأن الله U هو من وضع أسس هذا النظام وهو الذي يسيره ويضبطه ويحكمه كيف يشاء
3- الزمان كما المكان له بداية و له نهاية
لأنهما مخلوقان ولا يوجد صفة لله U يشترك بها أحد من خلقه
4- فالخلود والأبدية و الأزلية و السرمدية خاصة لله عز وجل وحده
[1] لقمان34
[2] كولادة إبنك ووجوده في الحياة وأنت غير موجود فيها بعد...