تعريف الفتنة في اللغة
• قال الأزهري : جماع معنى الفتنة في كلام العرب : الابتلاء والامتحان ( تهذيب اللغة 14 / 296 )
• قال ابن فارس :" الفاء والتاء والنون أصل صحيح يدل على الابتلاء والاختبار " (مقاييس اللغة 4 / 472 )
• قال ابن الأثير: الفتنة: الامتحان والاختبار( النهاية /410 )
• وبنحو من هذا قال ابن حجر في الفتح ( 13 /3 )
• وقد لخص ابن الأعرابي معاني الفتنة بقوله : " الفتنة الاختبار ، والفتنة : المحنة ، والفتنة : المال ، والفتنة: الأولاد، والفتنة الكفر، والفتنة اختلاف الناس بالآراء والفتنة الإحراق بالنار"(لسان العرب لابن منظور)
معاني لفظة "الفتنة" في القرآن
1- الابتلاء والاختبار: (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) العنكبوت/2 أي عند الطبري وهم لا يبتلون.
2- الصد عن السبيل والرد: (وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك) المائدة/49 قال القرطبي : معناه : يصدوك ويردوك
3- العذاب : (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (النحل:110) فتنوا : أي عذبوا
4- الشرك ،والكفر : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) البقرة/193 قال ابن كثير: أي شرك
5- الوقوع في المعاصي والنفاق : ( وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِي)الحديد/ 14 قال البغوي :أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات .
6- اشتباه الحق بالباطل: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ) الأنفال/73، أي "إلا يوالى المؤمن من دون الكافر، وإن كان ذا رحم به ( تكن فتنة في الأرض) أي شبهة في الحق والباطل." جامع البيان بن جرير
7- الإضلال: / 262 )
8- القتل والأسر : (وإن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا ) النساء / 101 . والمراد : حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم . كما عند ابن جرير
9- اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم: (ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة) أي يوقعوا الخلاف بينكم كما في الكشاف للزمخشري ( 2 / 277 )
10 - الجنون : ( بأيِّكم المفتون ) .فالمفتون بمعنى المجنون
11- الإحراق بالنار : ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ) ( البروج :10 )
هذه معانيها في اللغة والشرع الحكيم وإذا أمعنا النظر فيها نجد ان معنىً واحداً فقط من هذه المعاني يقترب مما يقصده النظام والمنافحون عنه وليس نفس ما يقصدونه تماما وهو اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم، وهم ينتصرون لهذا المعنى بالأثر "الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها"، وهـو إما منكر أو أنه لا اصل له ، وفي الحالين لا يجوز الاحتجاج به مطلقا .
قول بن تيمية في تفسير ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني
لما كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , من الابتلاء والمحن مايعرض به المرء للفتنة صار في الناس من يتعلل لترك ما وجب عليه من ذلك بأنه يطلب السلامة من الفتنة , كمــا قال تعالى عن المنافقين : (ومنهم من يقول : أئذن لي ولا تفتني ,ألا في الفتنة سقطوا ) التوبة /49 ...... فكيف يطلب التخلص من فتنة صغيرة لم تصبه بوقوعه في فتنة عظيمة قد أصابته ؟" فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية :28/166 .